Achoik مدير عآم
رسالة sms : عدد المساهمات : 1703 تاريخ التسجيل : 04/06/2010 الموقع : ♥ » فُي أإرُضُ تملأهُـاإ الذكريـُأإت ♥ » every day I smail
| موضوع: استقبال شهر رمضان الثلاثاء 9 يوليو - 12:37 | |
| المقدمة سيكون موضوع الحوار لهذه الليلة حول الاستقبال والاستعداد لشهر رمضان الكريم، يتميز شهر رمضان عدا عن كونه شهر البركة والصيام بأنه يشكل معلماً ثقافياً يميز هذه الأمة عن غيرها وذلك بإبراز دور وقيمة السنة القمرية التي تغيب عن أذهاننا وثقافتنا في معمعة حياتنا اليومية واعتمادنا على التقويم الشمسي، وفي كل عام تعاني الجاليات المسلمة المغتربة أزمة يتبعون من في ثبوت الرؤية خاصة وأن الهلال يرى في المشرق قبل المغرب، فبعضهم يصوم مع بلده الأم وبعضهم يتبع مراكز محلية وقد تعدد في ذلك الاجتهادات والفتاوى، يسعدني أن يكون معنا فضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي علامة هذه الأمة أمد الله في عمره لمناقشة هذا الموضوع. المقدم فضيلة الشيخ، منذ أن أعلنا عن هذه الحلقة وأغلب الاتصالات مشغولة برؤية العين المجردة لإثبات الشهر الفضيل، باعتقادك لماذا هذا الإصرار على الرؤية المجردة وإصرار البعض على إنكار الاعتماد على الفلك في هذه القضية لو ابتدأنا من هنا؟القرضاوي استقبال رمضان يكون بتهيئة النفس لهذا الشهر الكريم، أي أن يستعد له المسلم بتوبة نصوح يدخل بها هذا الشهر تائباً مستغفراً منيباً إلى ربه وأن يستقبل هذا الشهر بنية صالحة وعزيمة صادقة، كثير من المسلمين قبيل رمضان أو قبل رمضان بمدة يستعدون لرمضان بما لذ وطاب من الطعام والشراب وكل بلد لها في ذلك عادات وأعراف ومأكولات، فأهل الخليج يستعدون بالمكبوس والهريس والثريد وهذه الأشياء، وبلاد أخرى يستعدون بما يسمونه ياميش رمضان مثل قمر الدين والمكسرات والتمر والزبيب وكذا، وكل بلد تهتم بهذا وأقول للأسف أن المسلمين ينفقون في شهر رمضان على بطونهم أكثر مما ينفقونه في سائر الشهور مع أنه شهر الصيام والمفروض أن الإنسان يحاول فيه أن يريح معدته من الأكل ولكنه للأسف يأكل أكثر مما يأكل في غيره، وهناك أناس من المسلمين يقضون ليلهم في الشراب والطعام ويقضون نهارهم في الكسل والمنام، ينامون طوال النهار وخاصة الناس الذين ليسوا مرتبطين بعمل فينامون النهار ويأكلون في الليل، وهؤلاء أضاعوا تماماً الحكمة من هذا الشهر الكريم، الله سبحانه وتعالى فرض هذا الشهر ليعدَّنا فيه للتقوى، فرض الله صيامه على المسلمين وسن الرسول صلى الله عليه وسلم قيام لياليه لإعداد الأنفس للتقوى، كما قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فالصيام يهيئ النفوس لتتقي الله عز وجل ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول "يا معشر الشباب من استطاع منكم البائة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" فالصوم يهيئ الإنسان لتقوى الله عز وجل ويبعده عن المعاصي ويقويه على أن ينتصر على شهوات نفسه وعلى شيطانه، وأنا أسمي شهر رمضان (ربيع الحياة الإسلامية) لأنه تتجدد فيه الحياة كلها وتجدد فيه العقول بالعلم والمعرفة، فشهر رمضان شهر الدروس والمحاضرات وشهر قراءة القرآن والقرآن هو ينبوع الثقافة للأمة الإسلامية، فإذا استمع المسلم خلال شهر رمضان إلى القرآن كله فهذا لا شك قد أستنار عقله وأضاء قلبه، ثم أنه تتجدد فيه القلوب بالإيمان، رحيق الإيمان ويتذوق الإنسان الإيمان ويعيش الإيمان وحياة الإيمان بالصيام فإنه يترك طعامه كما جاء في الحديث "يدع طعامه من أجلي ويدع شرابه من أجلي ويدع شهوته من أجلي ويدع زوجته من أجلي فالصوم لي وأنا أجزي به" من أجل هذا نسبه الله إلى ذاته لأن الإنسان يدع كل هذه الشهوات من أجل الله سبحانه وتعالى، فهذا نوع من الترقي والتشبه بالملائكة وهو أيضاً تواصل للحياة الإنسانية فالمسلمون يتواصلون في رمضان أكثر مما يتواصلون في غيره ولذلك جاء في الحديث أنه (شهر المواساة) شهر الصبر لأنه شهر تقوية الإرادة وشهر المواساة فيواسي المسلمون بعضهم بعضاً ولذلك تنتشر موائد الرحمن كما تسمى في كثير من البلدان، إفطار الصائم "من فطّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" لأن من حكم الصيام أن الإنسان يذوق حرارة العطش ومرارة الجوع فيحس بغيره من الجائعين والمحرومين الذين لا يجدون ما يمسك الرمق أو يطفئ الحرق فالإنسان إذا أحس بهذا رحم هؤلاء ومد يده بالمعونة إليهم، هذا من الحكم والأسرار حول الصيام ولذلك قالوا عن سيدنا يوسف عليه السلام أنه كان عزيز مصر وكانت بيده خزائن مصر في الأرض وبيده التموين والمالية والزراعة ولكن كان إذا أكل لا يشبع فقال له بعض أصحابه مالك لا تأكل ولا تشبع وبيدك خزائن الأرض وأموال مصر كلها، فقال (أخشى إذا شبعت أن أنسى جوع الفقراء) فالله فرض علينا الجوع وفرض على الناس جميعاً أن يجوعوا حتى يحسوا بآلام المحرومين، ومن فضائل رمضان أن الأسرة فيه تجتمع وتعرف أن كثير من الناس ربما يتأخر في عمله فيعود يجد زوجته وأولاده قد أكلوا ولكن رمضان يفرض عليهم أن يفطروا معاً ويتسحروا معاً فهذا يربط الأسرة بعضها ببعض فهذا شهر به تجديد للحياة الإسلامية كلها..المقدم وفي ذلك عون من الله تعالى إذا قرأنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه شهر "تصفد فيه الشياطين" فنجد أن الإنسان متروك لنفسه..القرضاوي وهذا دليل على أن أسباب الخير متوفرة في هذا الشهر وأسباب الشر تقل ولذلك الحديث يقول "إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين" فتفتيح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار كناية عن أسباب الخير وتكون مهيأة وأيضاً إغلاق أبواب جهنم معناها تؤخذ بظاهرها وممكن أن تؤخذ كناية أنها كناية عن تقليل أسباب الشر ومن تقليل أسباب الشر تصفيد الشياطين، الشيطان مقيد ومن الممكن أن يكون له حركة ولكن حركة مقيدة لم يعد حراً، وهذا مضمونه واضح في حياة المسلمين وفعلاً نجد في هذا الشهر أثر ذلك على حياة المسلمين فتكثر الخيرات وتقل الشرور ويتصدق الناس بالصدقات وكثيرون يدفعون زكواتهم في رمضان لأنه جاء في بعض الأحاديث "من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه" فبعضهم يفضل أن يؤدي الزكاة في شهر رمضان حتى يتضاعف الثواب، فهذا كله مما يجعل لهذا الشهر قيمة في حياة الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والأمة الإسلامية بصفة عامة، ولذلك من الواجب علينا حينما نقبل على هذا الشهر أن نذكر إخواننا في فلسطين، الذين يعانون ما يعانون وإخواننا في الشيشان..المقدم كونك ذكرت هذا الموضوع، هناك فاكس وصلنا أكثر من مرة ولم يتح لي أن أسألك عنه، بعض أهل الخير أحبوا أن يتبرعوا بجزء من صدقاتهم للشيشان وعندهم فتاوى تقول أنه من الأولى أن توزع في المناطق المحلية، فما رأيك؟القرضاوي الإنفاق المحلي مطلوب حيث يكون هناك محتاجون "الأقربون أولى بالمعروف" ولكن إذا وجدت حاجة إسلامية مثلاً بلد أصابه زلزال وقتل منه آلاف أو كذا هل تتركه؟ ترى العالم كله يساعده وأنت تقول لا نفسي نفسي أنا في قطر هنا وليس لي علاقة بالمسلمين؟ إذا وجدت إخوانك في الشيشان يعانون ما يعانون وشردوا بمئات الآلاف بغير حق إلا أنهم مسلمون ويريدون أن يستقلوا، لماذا وافقتم على استقلال تيمور الشرقية في أندونيسيا وهي جزء من أندونيسيا مع أنهم جزء من أندونيسيا شكلاً وجنساً ولغة ووطناً ولكن كل ما في الأمر أن هؤلاء دخل عليهم التبشير فانتشرت فيهم الكاثوليكية، إنما هؤلاء جنس آخر قوقازيين وأرض غير الأرض ووطن غير الوطن وسحنة غير السحنة ولغة غير اللغة ودين غير الدين، هؤلاء على كل حال شردوا مئات الآلاف من المدنيين شيوخ وأطفال ونساء وأناس لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون، هل يجوز لنا نحن المسلمين القول بأنه لا يجوز توزيع الزكاة إلا في بلدي؟ أين الأمة الإسلامية "إنما المؤمنون أخوة"، "المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم"، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" والنبي صلى الله عليه وسلم يصور وحدة المسلمين ويقول "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر"، وحدة عضوية فكيف يفكر مسلم أو عالم، بعض العلماء يقولون أن الزكاة لا توزع إلا في بلدها، ومن يقول أن خيرات بلاد الخليج توزع على أهلها وحدهم هذا ليس بعالم ولا يعرف من الإسلام شيئاً، هذا يكرس الإقليمية البغيضة والإسلام يعرف وحدة الأمة (إن هذه أمتكم أمة واحدة) فلا يجوز أن نترك إخواننا ونسلمهم، النبي صلى الله عليه وسلم يقول "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" أي لا يتخلى عنه ويسلمه لأعدائه يفترسونه ويظل متفرجاً فهذا لا يجوز، فأنا أقول بشرعية نقل الزكاة إلى بلاد المسلمين المحتاجة وخصوصاً الذين يحتاجون إلى إغاثة اللهفة وتفريج الكربة وكشف الغمة هؤلاء يحتاجون إلى الغذاء والكساء والغطاء والدواء والوقود في بلاد العشرين تحت الصفر، أنا أصدرت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ونشرتها الصحف القطرية في هذا..المقدم لو عدنا للسؤال الذي وصلني من مجموعة من الفاكسات حول قضية الرؤية بالعين المجردة واعتماد الفلك ففي قطر مثلاً تسمع وزارة الأوقاف تعلن أننا سنبدأ الصيام غداً، وفي الدول التي ليس فيها مرجعية وهم حيرى في أن يتبعوا بلداً مسلماً أو الاعتماد على الفلك..القرضاوي أولاً أحب أن أقول لك أنه لا يوجد بلد ليس فيه مرجعية، كل بلد فيها علماء مسلمين وأصبح هناك مجلس أوروبي للإفتاء واصبح في أمريكا مجلس فقهي وعلى كل البلاد أن يعودوا لهؤلاء ويأخذوا آرائهم ولكن أنا أحب أن أقول هنا أنه في عملية بداية الشهر؟، كيف نثبت الشهر؟ المفروض أن الصيام في شهر قمري وهو شهر رمضان ونحن المسلمين العبادات والمواقيت عندنا بالأهلِّة كما قال الله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) فالحج محسوب بالأهلة أي بالأشهر القمرية والصيام في شهر رمضان وهو شهر قمري وهكذا فنحن لنا تميزنا في هذه المسألة، والتقويم الشمسي هو تقويم من ناحية السنة تقويم طبيعي ومن ناحية الشهور بالوضع يعني هذا الشهر 28 وهذا 30 وهذا 31 وهذا ليس طبيعياً، وعندنا نحن الشهور طبيعية لأنها برؤية الهلال وهذا أمر طبيعي إنما كون أن السنة 12 شهراً فهذا أمر إلهي (إن عدة الشهور عند الله اثنتا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم)، كيف نثبت دخول الشهر سواء شهر رمضان أو غيره، ونحن نهتم عادة بثلاثة أشهر دخول شهر رمضان لكي نثبت الصيام والخروج من شهر رمضان وإثبات شهر شوال للانتهاء من الصيام ودخول العيد، ومن شهر ذي الحج من أجل الوقوف بعرفة ومناسك الحج إنما المفروض الحقيقة أن نهتم بالشهور كلها، الحديث يقول "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" فبالتالي يجب أن أعرف متى بدأ شعبان حتى أكمل عدته ثلاثون فإذا لم أكن أعرفه فكيف سأكمله، ولذلك في المملكة السعودية دعوا الناس إلى تحري الهلال غداً مع أنه يوافق يوم 28 من شعبان وعلتهم أنهم ليسوا متأكدون من أنه اليوم الثامن والعشرون من شعبان فمن الممكن أن يكون اليوم التاسع والعشرين فلابد أن نثبت الشهور كلها ونهتم بها لأنها يترتب بعضها على بعض..المقدم مرت علينا فترة كان يأتينا رمضان في الصيف والآن يأتينا في الشتاء، هل هذه حكمة مطلوبة؟ أم أنه من الأفضل تثبيته في موسم معين كما وصلني بعض الفاكسات تنادي بتثبيته في مواسم معينة.القرضاوي لا يمكن تثبيته لأن هذا معناه أن نخرج عن الشهور القمرية، الشهور القمرية وهذا بحكمة من الله تعالى تتغير مع الفصول السنوية فأحياناً نصوم في الشتاء وأحياناً في الصيف ونصوم في الربيع والخريف ومعناهاً أننا نصوم في أيام شديدة الحرارة وأيام متوسطة وأيام طويلة وأيام قصيرة وكذلك الحج نفس الشيء، نحن قد نحج في الشتاء وقد نحج في الصيف وهكذا فالإنسان يعبد ربه على كل الأحوال وفي كل الفصول والمواقيت فهذه حكمة جليلة من الله تبارك وتعالى.. المقدم اسمح لي قبل أن تواصل الحديث، وصلني فاكس ينسبون لك أنك وافقت في مقابلة مع مجلة الأمان قبل أربع أو خمس سنوات دعوت فيها إلى اعتماد الحساب الفلكي في مراقبة الهلال، فهل هذا له علاقة بموضوع إثبات الرؤية وإلى مدى يمكن أن نحتج على الفلك أو نستخدمه؟ القرضاوي هناك طرائق لإثبات الشهر قبل أن نصل إلى الفلك أو عدمه، الطريقة الأولى هي الرؤية البصرية وفيها جاء الحديث النبوي الشريف المشهور "صوموا لرؤيته -أي الهلال- وأفطروا لرؤيته" وهذا أيضاً فيه خلاف، وهو مما يسبب كثرة الخلاف بين المسلمين في بداية الشهر أن هناك من يثبت برؤية شخص واحد وهناك من يثبته برؤية شخصين وهناك من يثبته برؤية جم غفير، وهذا هو مذهب الأحناف، الأحناف يقولون أن الشهر لا يثبت في حالة الصحو إلا إذا رأى الهلال جم غفير من الناس، بعضهم قدره بخمسين وبعضه قدره بأهل محلة أهل قرية أو مسجد ثم قالوا أن هذا يترك لتقدير الإمام أو القاضي لأنه يقول لك في حالة الغيم يمكن أن يراه شخص واحد إذا انشق الغيم لفترة معينة ثم يطبق، فإذا قال شخص أنه رآه فنأخذ برأيه إنما إذا كانت السماء صاحية ولا غيوم ولا سحاب ولا غبار ولا دخان ولا قتر فيها، لماذا يراه واحد دون الآخر؟ والناس يهمهم من الهلال ما يهم هذا الذي رآه فإذا جاء شخص وقال رأيت الهلال فلماذا لم يره غيره؟ فالأحناف يقولون يجب أن يراه جم غفير في السماء الصافية ويقولون أن رؤية شخص واحد فقط للهلال في السماء الصافية ولم يره غيره هذا دليل تهمة أنه تخيل فخال فليس من الضروري أن يكون كاذباً، لا، قد يكون تهيأ له وهو متحفز لرؤيته وهذا يحدث، ورأينا في السنوات الأخيرة كثيرا ما ثبت الشهر خطأ، فمثلاً ثبتت رؤية الهلال الليلة فآتي للمسجد وبه ألفان من الناس فأسألهم من منكم رأى الهلال فيقولون لم نره، كيف يثبت ولم يره الناس مع أنه يبقى في السماء أكثر من ساعة فيراه جميع الناس وهذا دليل على أن هناك خطأ وهذا الخطأ يأتي من الناحية النفسية، أن شخصاً ذاهب ليرى الهلال ومادام يريد أن يرى الهلال سيراه وهناك مثل مصري يقول (اللي بيخاف من العفريت يطلع له) لماذا يطلع له فهو من الناحية النفسية من الخوف يتهيأ له أن القطة تكبر أمام ناظريه حتى تصبح كالحمار وهذا ليس صحيحاً، فالشخص الذي يخرج من بيته ليرى الهلال سيتهيأ له أنه رآه، فإذا رأى أي شيء أبيض في السماء فيقول أنه رآه، ومن الممكن أنه لا يعرف كيف يكون موضع فتحة الهلال يميناً أم يساراً فوق أم تحت لأن هذه الأشياء لها أهلها، فهو يرى شيء فيقول أنه رأى الهلال ونحن نقول مادام أنه رجل طيب ويصلي فنأخذ كلامه، على كل حال، الأئمة والمذاهب مختلفة في الإثبات سواء عن طريق الشاهد أو الشاهدين أو الجم الغفير. الطريقة الثانية هي إكمال الشهر ثلاثين "فإن غُمّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" وأنا قلت من قبل أن هذا يحتم علينا أن نعرف أول الشهر بوضوح حتى نستطيع إكماله ثلاثين وهذا يمكن أن يتم في البلاد التي تكثر فيها الغيوم، فماذا نفعل نكمل الشهر ثلاثين. الطريقة الثالثة وقد جاءت بها الأحاديث وهو حديث بن عمر عند البخاري وغيره قال "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمّ عليكم فاقدروا له" ما معنى اقدروا له، البعض قال قدّروه تحت السحاب والبعض قال قدّروه بالحساب، بحساب منازل القمر وبحساب الفلك في عصرنا وأخذ بهذا عدد من العلماء منهم مطرّف بن عبدالله بن الشخّير من كبار التابعين وأخذ بهذا ابن قتيبة وأخذ بهذا الإمام أبو العباس بن سُريد من أئمة الشافعية وقال أن حديث "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" هذا خوطب به ناس وحديث "فإن غمّ عليكم فاقدروا له" خوطب به أناس آخرون، وهما حديثان الحقيقة حديث لأبي هريرة وحديث لابن عمر "فإن غمّ عليكم فاقدروا له" هذا حديث ابن عمر، حتى من السلسلة الذهبية التي هي من أصح الأسانيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر فقال هذا لمن يعرف الحساب فهذا له أهل وهذا له أهل، ولذلك اشتهر عند الشافعية أن من يعرف الحساب يمكن أن يعمل به، قال بعضهم يجوز له أن يعمل به وبعضهم قال يلزمه أن يعمل به لأنه يقين عنده كما أن الشخص لو رأى الهلال ولم يثبت عند القاضي قال يصوم هو في نفسه وإن لم يصم الناس ولكن لا يعلن ذلك لأنه يقين عنده فقالوا أن الحاسب هذا يقين فيصوم وقالوا من يثق بحساب الحاسب يصوم بحسابه، وهذا الرأي موجود عند الشافعية وعند المذهب الحنفي وموجود عند المالكية، أبعد المذاهب عن الأخذ بالحساب بأي طريقة هو المذهب الحنبلي، إنما المذاهب الثلاثة فيه هذا وأوسعها هو المذهب الشافعي..المقدم هل تعتقد أن سبب موقف الحنابلة هو للخلط بين علم الفلك كعلم وبين التنجيم لأن كتب الفقه ترفض التنجيم والتنجيم غير علم الفلك كما هو معروف؟القرضاوي العلماء عللوا هذا، قالوا هذا مرفوض لأمرين، أولاً لأن النبي قال "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" والأمر الثاني أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن التنجيم وعن علم النجوم وقال "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" ونحن نقول أن الحديث الذي استدل به هؤلاء "نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" بالعكس استدل به أحد علماء العصر وهو العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر محدث العصر وشارح المسند ومعروف أنه من كبار علماء الحديث ومن السلفيين، وهو رجل حجة من غير شك، له رسالة اسمها (أوائل الشهور العربية) ذهب فيها إلى أنه يجب أن نأخذ بالحساب الفلكي وقال أن الشيخ محمد مصطفى المراغي الأستاذ الأكبر شيخ الأزهر في زمنه كان يرى الأخذ به في النفي لا في الإثبات وقد كنت أعارضه وكتبت ضده وأنا الآن أخطِّئ نفسي وأصوبه وأزيد عليه أنه يؤخذ به في الإثبات وفي النفي، هذا رأي الشيخ أحمد محمد شاكر وقال أن هذا الحديث يعلل لماذا لم يأخذوا بالحساب، لأنهم "أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" وهذا وصف لحال الأمة عند البعثة فإذا كانت الأمة لا تكتب ولا تحسب معناها أنها ستعتمد على الأمم الأخرى وهذا خطر أن أعتمد في عبادتي على غير المسلمين وعلى أمة كافرة، إنما إذا تغيرت طبيعة الأمة وأصبحت تكتب وتحسب وأصبح فيها آلاف من العلماء الفلكيين وهذا من أيام الحضارة الإسلامية، كان المسلمون عندهم فلكيون بارزون في العالم، الآن عندنا فلكيون من أعظم الفلكيين في العالم فلم نعد نعتمد على غيرنا، ولذلك هو يقول أن الحديث حجة لنا في الأخذ بالحساب وكذلك هو رأي العلامة الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله وكتب في هذا ورأى الأخذ بالحساب في الإثبات لا في النفي.المقدم هذا الحديث بُعث لي في بعض الفاكسات وكان الشيخ الألباني رحمه الله من الذين يُصرِّون على الاستشهاد بهذا الحديث لرفض الفلك، والذي فهمته من كلامك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصف حال الأمة لا يواجهها لأن تبقى أمية لا تقرأ ولا تحسب.القرضاوي بالعكس، الرسول صلى الله عليه وسلم حاول منذ عصر البعثة أن يقاوم الأمية، ونحن نعرف أنه في غزوة بدر عندما أسر جماعة من المشركين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف أنهم يعرفون الكتابة فجعل فدية الواحد منهم أن يعلم عشرة من أولاد المسلمين الكتابة، والرسول والإسلام دعا إلى أن تزول أمية الأمة، الأمية بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم ممدوحة لأنها معجزة في حقه عليه الصلاة والسلام، إنما ليست ممدوحة في الأمة، لابد للأمة أن تتعلم القراءة والكتابة (الذي علم بالقلم)، (والقلم وما يسطرون) فالكتابة مطلوبة من الأمة والأمة أصبحت تكتب بل بالعكس أنا أرى في عصرنا أنه فرض على الأمة الإسلامية أن تعلم أبناءها بحيث لا يبقى فيهم أمي واحد لأن الأمة لا يمكن أن تخرج من التخلف إلى التقدم مادام الأميين كثراً فيها فالأمة أصبحت تكتب وأصبحت تحسب، ومن أسبوع أو أكثر كنت في أمريكا وكان هناك مؤتمر فقهي وعرض علينا أحد الأخوة الفلكيين بالرسوم وبالأشياء وهو فلكي مسلم في وكالة ناسا الفضائية المشهورة، يعني عندنا أناس في قمة العلماء ولم نعد نعتمد على غيرنا، كما أن حديث "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر" لا ينبغي أن نخلط بين علم الفلك وعلم التنجيم، التنجيم هو الذي جاء فيه كلام الناس (كذب المنجمون ولو صدقوا) فالذي يحاول أن يكتشف أسرار المستقبل وغيب المستقبل عن طريق النجوم هذا مرفوض عندنا، إنما نحن نتكلم على علم الفلك الذي يقوم على أسس رياضية قطعية ويقوم على المشاهدة لأنه يعتمد على الرصد والتلسكوب والمكبرات والمقربات فهذا علم قطعي وعلى أساسه وصل الإنسان إلى القمر والمريخ وكما قال لنا أحد الأخوة الفلكيين في أحد المجامع الفقهية قال أن احتمال الخطأ في علم الحساب الفلكي الآن احتمال واحد على مائة ألف من الثانية، فهذا علم أصبح علماً دقيقاً وليس مجرد تخمين أو تنجيم..أنيس قرقاح من فرنسا أريد أن أذكِّر أولاً بقرار المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته الثالثة العادية في ألمانيا في شهر مايو الماضي وقرار المجلس بعد البحوث التي قُدِّمت ومنها بحث فضيلة الشيخ يوسف رئيس المجلس فكان هذا القرار يقضي أن الاعتماد أساساً في الدخول والخروج من شهر رمضان على الرؤية البصرية بشرط أن تكون موافقة أو يؤكدها الحساب الفلكي فهذا الذي توصل إليه المجلس في قراره الأخير، ولكن من الناحية العملية الآن بالنسبة لموضوع رمضان، المعلومات الفلكية تقول أن هلال رمضان سيولد يوم الثلاثاء المقبل 7/12/99 على الساعة الحادية عشرة وثلاثة وثلاثين دقيقة ليلاً يعني أن الهلال سيلد بعد غروب الشمس في مكة المكرمة بسبع ساعات وست وخمسون دقيقة وبالتالي لا يمكن أن يُرى الهلال بعد الاقتران كما يقول الفلكيون إلا بعد 14 إلى 18 ساعة من الولادة، فبناء على هذا ما أثبتته المعلومات الفلكية ومنهم من إخواننا الأعضاء في المجلس الأوروبي الدكتور محمد الهواري فإن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا أصدر بيان للمسلمين وكذلك المجلس الإسلامي الأعلى للمسلمين في ألمانيا وبينوا هذه المعلومات الفلكية على أن يستحيل رؤية الهلال يوم الثلاثاء مساء لأن الهلال لم يلد بعد والحقيقة السنوات الأخيرة وقعت خلافات بين الجمعيات الإسلامية هنا في فرنسا وفي بعض البلاد الأوروبية والناس تحتار كيف أن المعلومات الفلكية تقول أن الهلال لم يلد والناس في بعض البلاد تعلن الرؤية، أنا أقول أن بعض البلاد الإسلامية التي تتم فيها إعلان الرؤية كبعض دول الخليج فهذه الدول معلوم أنها تعتمد المذهب الحنبلي ومذهب الإمام ابن حنبل رحمه الله يعتمد على قول ابن عمر رضي الله عنهما وكان يأمر الناس بمراقبة الهلال فإذا لم ير الهلال وحالت دون الرؤية السحب والغيوم فيأمر الناس بالصيام احتياطاً، فإخواننا في الخليج يصومون احتياطاً والهلال لم يلد ليس معنى هذا أنهم رأوا الهلال لكن الرؤية لا يمكن أن تكون إلا بعد ولادة الهلال، فلهذا نحن نقول لإخواننا المسلمون أنه أصبحت لنا مرجعية شرعية في أوروبا، اصبح عندنا مجلس الإفتاء والبحوث في أوروبا وأصبح عندنا طلاب علم في قطر أوروبي وأصبح عندنا علماء ومؤسسات شرعية وجمعيات إسلامية ورؤساء جمعيات، فمن أجل أن المسلمين أنفسهم يساهموا في تقليل الخلاف أو القضاء على الخلاف في هذه المسألة نرجو أن لا يأخذون من وسائل الإعلام وإنما يعود إلى المؤسسات الشرعية والمؤسسات الإسلامية حتى لا يساهم في شق صف المسلمين.القرضاوي هناك من يعتمد الرؤية البصرية وحدها ولا يبالي بشيء دون ذلك، وهذا هو الذي ننقده، نحن في عصر العلم وعصر الثورات العلمية وثورة الاتصالات والمعلومات وثورة الفضائيات والإلكترونيات ولا يجوز أن نغفل عن هذا ونقول اتبع رؤية شخص قال أنا رأيت الهلال ولعله واهم، ولذلك الرأي الذي اعتمدناه وأفتينا به في المجلس الأوروبي للإفتاء وأكدناه حتى في الدورة الأخيرة ومجلس المؤتمر الفقهي الذي انعقد في أمريكا أقر هذا الشيء أننا نعتمد الرؤية البصرية في الإثبات ولكن بشرط، هذا الشرط أن لا يثبت الحساب استحالة الرؤية، أن لا يقول الحساب القطعي أن الرؤية غير ممكنة، أنا أقصد الحساب القطعي هو حساب الفلكيين العلماء وليس حساب الرزنامات مثل رزنامة العجيري وأم القرى والأنصاري، فأنا لا أقصد هذا، أنا أقصد علماء الفلك الذين يجمعون أن الهلال سيولد فلكياً وهي لحظة الاقتران وهذه لحظة كونية وتحدث في لحظة معينة ومستحيل أن يُرى قبلها ثم أنه يجب أن تمر ساعات طويلة حتى يرى، فلابد أن أعتمد هذا وأنا أدعو علماء المسلمين أن ينظروا في هذا الأمر وألا نكون أضحوكة في العالم وأن لا نثبت الشهر قبل أن يثبت في أي مكان في العالم، وبعد أن تثبته نسأل الناس في اليوم التالي هل رأيتم الهلال؟ فيقولون لا لم نره. فلذلك أنا أرى أننا يجب أن نتشبث بهذا الرأي وأدعو المسلمين وخصوصاً في أوروبا وأمريكا أدعوهم إلى أن يسلموا بما أفتت به مجامعهم العلمية والفقهية، لا يثبتوا الهلال إلا بالرؤية المجردة وبشرط أن تكون الرؤية ممكنة، وفي الحساب الفلكي يقول كما قال أن الأخوة في أمريكا قالوا أنه لا يمكن أن يرى الهلال قبل ليلة الخميس 9/12.المقدم وصلنا فاكس بهذا الخصوص من أخ من الجزائر يحدد بالثواني متى ستتم الولادة ومتى سيقع الاقتران ومتى ممكن أن يرى في مكة، لكن الأخ أنيس طرح قضية أخرى وفضلتك ذكرتها في أثناء الكلام، أنا قلت في أحد الأسئلة أنه ليست هناك مرجعيات وأنت أكدت أن هناك مرجعيات والأخ تفضل بالإشارة إلى المرجعيات، ابن الجالية المسلمة الذي يعيش في الدانمارك وفيينا، هل سيأخذ الرؤية من أخبار الجزيرة أم من المعلم العلمي الذي يوجد عندهم؟ القرضاوي يجب أن يأخذ من المرجع العلمي الذي عنده ولا ينبغي للمسلمين أن يتبعوا بلادهم، يعني شخص يعيش في أمريكا، ما معنى أن يتبع باكستان؟ أو يتبع مصر أو السعودية أو قطر، لا، أنت تعيش في أمريكا أصبح لكم مجتمع إسلامي وكيان إسلامي هناك ويجب أن يكون لكم مرجعيتكم الخاصة، وأنا دعوت المسلمين قلت إذا لم نستطع أن نصل إلى وحدة المسلمين، نحن نتمنى لو أن المسلمين يصومون معاً ويعيِّدون معاً، إذا لم نستطع هذا فعلى الأقل نصل إلى وحدة البلد الواحد، يعني أنا أذكر من عدة سنوات كنت في المغرب من حوالي عشرين سنة، الشباب الإسلامي هناك قالوا لي لقد اختلفنا في بداية الشهر، بعضنا صام مع السعودية يوم كذا وبعضنا صام مع مصر وبعضنا صام مع المغرب والغريب أن المغرب دائماً تتأخر مع أنه من المفروض إذا ثبت في المشرق يثبت في المغرب وإنما من قديم الزمان تتأخر المغرب في الصيام والعيد، فقالوا أينا أقرب إلى الصواب؟، قلت الذين صاموا مع بلدهم، قالوا كيف نفطر ورمضان قد بدأ؟، فسألتهم هل رأيتم الهلال؟ قالوا لا، قلت إذن هذا أمر خلافي وحكم الحاكم أو قضاء القاضي أو قرار السلطة الشرعية يرفع الخلاف.المقدم عندي فاكس من قازاخستان يوحي بأن المسألة مزمنة، يقول نحن هنا في بلد دستورها علماني ويوجد بها مفتي للمسلمين ولكنه قد أعلن يوم أمس وفي قناة التليفزيون أن أول يوم رمضان سيكون يوم الخميس أي أنه يعمل دائماً وكل عام على إتمام شهر شعبان ثلاثين يوماً وكذلك رمضان ثلاثين يوماً دون الاعتماد على رؤية الهلال وعلل هذا بأن الجو ثلجي والجو غائم دائماً ولا يمكن رؤية الهلال بالعين وأن الدولة لا دخل لها بالرؤية، باختصار الآن نحن نعلم يوم الصيام ويوم العيد هل نتبع هذا الرأي؟القرضاوي نعم يتبع الدولة الذي هو بها، أنا أرى أن كل شخص يتبع دولته التي يعيش بها ويتبع السلطة الدينية التي هو بها، وعلى كل حال "أكملوا عدة شعبان ثلاثين" لها معتمد شرعي وأيضاً من الممكن أن يتمم رمضان ثلاثين إذا لم ير الهلال فهذا معتمد شرعي ولا حرج، أنا أقول بالنسبة للرأي الذي يأخذ بالحساب في النفي لا في الإثبات هذا قال به أحد الأئمة الشافعية الذين بلغوا مرتبة الجهاد وهو الإمام تقي الدين السبكي، له رسالة في الأهلَّة وذكر فيها أنه إذا شهد شاهد أو شاهدان على أنهما رأوا الهلال وقال الحساب القطعي أن الهلال غير ممكن رؤيته، قال ترد شهادة الشاهد أو الشاهدين ويؤخذ بالحساب، لماذا؟ قال لأن شهادة الشهود ظنية والحساب قطعي، والظني لا يقاوم القطعي فضلاً عن أن يقدَّم عليه، هذا كلام علمي..مشاهد من فيينا هناك تساؤل وإشكالية تعيشها الجالية المسلمة في أوروبا، نحن نعيش في أقطار مختلفة ولكل منا مرجعيته، فهنا الجالية التركية والبوسنية والعربية بكل أطيافها وخصوصاً أن الاعتماد على الرؤية المجردة يتعذر في كثير من الأحيان خصوصاً وأن أوروبا هي قارة الضباب ونادراً ما تطلع الشمس أو تُشرق عليها فتساؤلنا الذي نطرحه أمامكم والتقدم العلمي اليوم ألا يجعلنا نحسم الخلاف لصالح الحساب الفلكي لبداية شهر رمضان المبارك أو عيد الفطر؟ والإشكالية التي تعيشها الجالية المسلمة هنا في أوروبا هي أننا عند إثبات هلال شهر رمضان ترى أن بعضنا يصوم اليوم والبعض يصوم غداً وكذلك بالنسبة لهلال شهر شوال، نرى الجالية التركية تفطر بعدنا بيومين أو بيوم وكذلك الأخوة في تونس أو في دولة أخرى، ألا نستطيع أن نجسد الوحدة الإسلامية في موضوع رمضان وصيامنا في يوم واحد وأن الخلاف يحسم لصالح الحساب الفلكي؟مشاهد من الإمارات من الملاحظ في هذا الزمن أن كثير من الناس إن لم يكن كلهم يعتمد في صومه على الوسائل الاتصالية، ولا يحمل نفسه أعباء البحث عن الشهر، ومن الطبيعي بأن رؤية اللجنة والتي لا تتعدى ثلاثة أو أربعة أشخاص قد لا تُثبت الشهر، فيبدو أنه من المفروض الاعتماد على الحساب بدل الرؤية، والسلام عليكم..المقدم أعتقد أن سؤال الأخ من فيينا قد أجبت عنه في أثناء الكلام، والأخ من الإمارات يوصي بأن نعتمد على الفلك أكثر..القرضاوي أنا أقول للأخ من فيينا أنه تعتمد على المجالس العلمية الموجودة في أوروبا يعني لا يعتمد كل جماعة على بلدهم وحتى لو لم نأخذ أن نثبت بالحساب الفلكي إنما لو اتفقنا على طريقة كما اتفقنا في المجلس الأوروبي للإفتاء على أن نأخذ بالرؤية ولكن بشرط أن تتوافق مع الحساب وهذا يقلل الخطأ الذي يحدث من عدة سنوات، فقد صمنا هنا في الخليج يوم الأربعاء وصام الناس في مصر وتونس والجزائر يوم الخميس وصاموا في المغرب وباكستان والهند يوم الجمعة، وكنت مرة في لندن وذكرت لبعض الأخوة هذا وقلت لهم تصوروا أننا قد صمنا أيام الأربعاء والخميس والجمعة فأحد الأخوة في بنجلاديش قال لقد صمنا في بنجلاديش يوم السبت، هل معقول أربعة أيام؟ قطعاً هنا خطأ، فنحن لو أخذنا بالرؤية وبشرط أن يكون الحساب لا يثبت الاستحالة سنقلل الخطأ ويكون هذا أمر معقول جداً وحتى لو أخذنا برؤية بلد ولكن بشرط أن تأخذ باقي البلاد بهذه الرؤية إذا ثبت وهناك رأي هل لكل بلد رؤيته أم أنه إذا ثبت في بلد لزم جميع البلاد الصوم؟، رأيان وهناك خلاف من عهد الصحابة من عهد سيدنا عبدالله بن عباس، الرأيان موجودان واختلاف المطالع ثابت لأن الهلال لا يطلع في وقت واحد فهو يطلع مثل الشمس فاختلاف المطالع موجود بيقين إنما هل اختلاف المطالع يعتبر أو لا يعتبر وإذا ثبت في مطلع هل يثبت في الجميع؟، هذا فيه مجال للكلام.المقدم هناك أخ من ألمانيا يقترح علينا، ما رأي الشرع في أن يكون لكل هيئة إسلامية ممثل يعمل في مكة المكرمة وتكون مراقبة الأشهر جميعها من مكة من لجنة من مختلف الأقطار فهي قبلة المسلمين وفي عرفات يقفون وقفة واحدة على اختلاف بلدانهم فتكون قيادة دينية موحَّدة مشتركة ومن مكان واحد نتجه إليه كل يوم في صلاتنا خمس مرات..القرضاوي نعم ولكن في مكة نثبته بالمرصد أم برؤية الشخص؟ حتى أنهم في مكة إذا لم يروه وجاء شخص من أبها أو من جدة أو من كذا وقال لقد رأيته فهل يأخذون به أم لا؟ المهم أن نتفق على رؤية وعلى قاعدة صحيحة، والقاعدة الصحيحة أن لا ينفي الحساب إمكان الرؤية، هذا هو أهم شيء في الموضوع.المقدم عندي فاكس من مشاهدة من القاهرة عن مسألة التقويم عندما قال الله تعالى (اثنتا عشر شهراً) هل المقصود بها 365 يوم أم 354 كما هو معروف في السنة القمرية؟ ولماذا لا يتم الاعتماد على الأشهر الشمسية؟القرضاوي لا ينفع، لأن الله تعالى قال (إن عدة الشهور عند الله اثنتا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم) الأربعة الحرم هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم فهذا الشهور قمرية عربية هلالية معروفة فمادامت هي فإذن الاثنتا عشر شهر هي قمرية فكيف تكون شمسية، الشمسية ليست لها علاقة بالأهلة أو القمر، فهذه تختلف عن هذه لأن السنة الميلادية 365 أو 366 يوم والسنة القمرية 354 أو 355 يوم فكما أن السنة القمرية تزيد أو تنقص يوماً فكذلك هي السنة الشمسية. فالتقويم الشمس هو تقويم طبيعي بالنسبة للسنة إنما بالنسبة للشهور ليس طبيعياً، نحن عندنا التقويم القمري طبيعي لأنه برؤية الهلال ودورة القمر إنما السنة بشرع الله عندما قال (إن عدة الشهور عند الله اثنتا عشر شهراً) وحددها وجعل لكل منها خصيصة معينة، شهر رمضان للصيام وشهر شوال وذو القعدة وذو الحجة للحج وهكذا..المقدم إذن السنة المعتمدة عندنا هي 354 وليست بالضرورة 365 يوماً.القرضاوي نعم، ولذلك مثلاً الزكاة تجب كل حول يعني كل حول قمري، فإذا كان يوم 1 محرم من كل سنة تخرج الزكاة أو يوم 1 رمضان أو 10 رمضان فهذا بالحول القمري. لو أحببنا أن نعملها سنة شمسية يجب أن نحسب الأيام الفرق بين السنتين الشمسية والقمرية. المقدم هل كان في فقهنا في يوم من الأيام أن الأشهر الحرم يجب أن تكون متصلة ومتتابعة.القرضاوي لا هي ثلاثة سرد وواحد فرد، قالوا ثلاثة سرود متتابعة وواحد فرد هو رجب.المقدم إنصافاً للفاكس يقول، أن شهر ربيع الأول وربيع الثاني بالدورة القمرية يأتي في عز الصيف وفي برد الشتاء، فكيف سمته العرب ربيعاً لو كان متحركاً كما تريد السنة القمرية التي ندرج عليها؟القرضاوي من الممكن أنه عندما سمّوه كان في أيام الربيع، ولكن ما معنى كلمة ربيع، فمن معانيها جدول الماء والهلال في مرحلة من مراحله يسمى ربيعاً يعني كلمة ربيع لها أكثر من معنى وليس بالضرورة فصل الربيع.المقدم نعود إلى بعض الأسئلة التي وصلت بالفاكس، أكثر من فاكس يسأل عن الصوم والمرض وتحديداً يقول أن زوجته مصابة بمرض مزمن وهو يحاول أن يجبرها رغم أنفها على أن لا تصوم لأنه يضرها وهو يقول في كل رمضان يكرر هذا السؤال، المرضى الذين يؤذيهم الصيام هل هو واجب عليهم؟القرضاوي الرخصة للمريض الذي يؤذيه الصيام أذى شديداً وهناك في بعض الأحوال أذى محتمل، وبعض الأحيان اذى شديد، الأذى المحتمل ممكن بعض الناس يشق على نفسه ويصوم ولكن إذا كان يؤذيه أذى شديد فالإسلام لم يشرع هذا (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) والنبي عليه الصلاة والسلام في أحد الأسفار حينما رأى رجلاً ظُلل عليه ويرشون عليه الماء فسأل ما هذا؟ قالوا صائم، فقال عليه الصلاة والسلام "ليس من البر الصيام في السفر" أي مثل هذا السفر الشاق ليس من البِرّ الصيام به والله تبارك وتعالى بَرٌّ رحيم بعباده وقد شرع لعباده الرخص وقال في نهاية آية الصيام (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) فإذا كان الإنسان يريد أن يعسِّر على نفسه فهذا ليس مشروعاً وإذا قال له الطبيب لا يجوز لك أن تصوم فينبغي أن يطيع طبيبه خصوصاً إذا كان ثقة في طبه ثقة في دينه فيجب عليه أن يطيعه ولا يعصيه.المقدم فضيلتكم تعرف أن المسلمين في العادة يستقبلون رمضان استقبال غير طبيعي ونحن في المقدمة أشرنا إلى مكانة هذا الشهر، بعض الأخوات يتكرر هنا ويسأل في الحج وهي الدورة الشهرية، فالأخت تسأل هل يصح أن تأخذ أقراص تمنع الدورة الشهرية أثناء رمضان حتى تكمل رمضان كله صياماً؟القرضاوي إذا كان ذلك لا يضرها فلا مانع، خصوصاً إذا كانت مثلاً متعودة على هذه الحبوب، فتأخذها لأن بعض الأخوات يردن أن يصُمن الشهر كله وأن يقُمن الشهر كله أيضاً ويحرصن على حضور التراويح ودروس رمضان ويسمعن القرآن الكريم كله فمن تحرص على ذلك لا مانع من هذا والعلماء قالوا من قديم أنه يجوز للمرأة أن تأخذ من الأدوية ما يقطع الحيض عنها لسبب أو لآخر ولكن بشرط أن لا يضرها ذلك بشرط "لا ضرر ولا ضرار" فإذا كان ذلك باستشارة الطبيب أو بمعرفة ذلك بالعادة أنها معتادة على هذا الأمر ولا يؤذيها فلا حرج عليها.المقدم ذكرت فضيلتكم أن جزء من الاستقبال لهذا الشهر الفضيل يكون استقبال غير لائق وخصوصاً من بعض الفضائيات والقنوات التليفزيونية، الأخت تسأل هل يمكن للرجال مشاهدة برامج الفضائيات في شهر رمضان والتي كثيراً ما تكون غير لائقة؟ وهل هذا يفسد الصوم أم أن هذا مجرد صور متحركة كما يدعي البعض؟القرضاوي هو لا يفسد الصوم ولكنه لا يليق بالصائم الذي أجاع نفسه وأظمأ نفسه لله وكما جاء في الحديث "يدع طعامه من أجلي ويدع شرابه من أجلي.." أن يشغل نفسه بمثل هذه البرامج، والحقيقة ليست الفضائيات فقط ولكن جميع أجهزة الإعلام كلها والإذاعيات والتليفزيونات والفضائيات تشغل رمضان بمسلسلات ويُعدِّون من قبل رمضان مسلسلات لشهر رمضان وهناك تقاليع اخترعت من مدة اسمها فوازير رمضان، وهذه أشياء لا تليق برمضان، وبعض العلماء مثل الشيخ زكريا البري رحمه الله وكان وزير الأوقاف في مصر أراد أن يرفع دعوى ضد التليفزيون المصري من أجل فوازير رمضان وأراد أن يجمع شهادة عدد من العلماء في مصر والعالم الإسلامي يستنكرون هذا وأخذ رأيي وأنا استنكرت معه هذا وقلت له هذا لا يليق برمضان وقد بدأت هذه الفوازير في الإذاعة فكان بيرم التونسي رحمه الله ومذيعة اسمها آمال فهمي كانوا يؤلفون أشياء خفيفة في رمضان تسلي الصائم، ثم توسعوا فيها حتى أصبحت عروضاً ورقصات وأشياء خارجة عن خصوصية رمضان وفضائل رمضان.مشاهد من الإمارات ما نعلمه أن العبادات في الإسلام بشكل عام والصوم بشكل خاص هي دليل عملي على الإيمان الموجود في القلب وهي محطات للتزود بالإيمان لضمان ديمومة العمل الصالح وكذلك توجد في النفس مقام العبودية لله عز وجل وتهذب السلوك الإنساني ولكن ما نلاحظه عند العديد من أبناء هذه الأمة كما تفضلتم ياشيخنا بعض السلوكيات السلبية التي يعيشها المسلمون وهم صائمون مثلاً الجوع والعطش طيلة اليوم مع الجلوس في مجالس الغيبة والنميمة والنوم في المجالس ولا شيء سوى النوم، تنوع الموائد مع العديد من أصناف الطعام التي لا يؤكل منها إلا القليل وما تبقى يلقى في سلة المهملات، سوء الأخلاق وخاصة في التعامل مع الناس ومع العلماء وكل ذلك بحجة أنه صائم، الكسل والخمول والتملص من العمل، فما هي نصيحتكم يا شيخنا حفظكم الله لأمثال هؤلاء من المسلمين؟القرضاوي نصيحتي أن يحاولوا الاستفادة من هذا الشهر وأن يحوِّلوا الصيام إلى ما أراد الله تعالى منه، لأن الصيام مدرسة يتعلم منها المسلمون، لماذا كان الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله أديب العربية والإسلام له في كتابه وحي القلم مقالة اسمها (شهر الثورة) فيقول أن المسلم يتعلم في شهر رمضان الثورة على مألوفاته فهو يتعود على أن يأكل صباحاً الساعة السابعة ويتغدى في الثانية ظهراً ثم يتعشى في الثامنة مساء ففي رمضان تنقلب هذه، فيصبح الإفطار بعد المغرب وألغيت وجبة من الوجبات وأصبحت اثنتان فقط هما الإفطار والسحور، وأصبح عندك صلاة التراويح فهذا تغيير في حياة الإنسان المسلم وهذا هو المقصود من الصيام وليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب، لا، هذا الامتناع يربي في الإنسان قوة الإرادة والصبر وملكة التقوى، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه البخاري "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وقال "رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" وقال "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ سابَّه أو قاتله فليقل إني صائم" حتى أن بعض العلماء ذهب إلى أن الغيبة والكذب وهذه الأشياء تفطِّر الصائم يعني عليه أن يصوم يوماً بدل هذا اليوم، العلماء الآخرين يقولون لا تفطِّره ولكن ذهب أجر صيامه، وهل هذا قليل؟ أن يجوع الإنسان ويعطش ويذهب أجره فما أقبح وأخيب هذا، فعلى المسلمين أن يستفيدوا من هذا الشهر ويحولوه إلى شهر ترقِّي وتزكية للنفس بحيث يخرجون منه أحسن حالاً مما بدأوا به إن شاء الله..مشاهد من قطر ماذا لو أن المملكة السعودية وجهت الدعوة لكافة الأقطار الإسلامية بإرسال مندوب عنها بحيث يتحروا الرؤية جمع من المندوبون من الأقطار الإسلامية يتحروا الرؤية في الأماكن المقدسة وبذلك يرسلون بيانات لبلادهم أن رمضان غداً ويصير احتفالاً بتحري الرؤية؟القرضاوي هذا عمل المجامع، السعودية لا تملك هذا، حاولنا في المجامع أن نصل إلى قرار وما استطعنا أن نفعل هذا.مشاهدة من قطر عندي مجموعة من الصديقات النصارى فهل يصح أن يحضروا عندي في رمضان وضيافتهم وهل في هذا حرمة؟القرضاوي على كل حال يمكن حينما تحسن معاشرتهم في هذا الشهر الكريم وترى الحياة الإسلامية ومعاملة المسلمين وعطف بعضهم على بعض ومواساة بعضهم لبعض لعل يؤثر ويكون نوع من أساليب الدعوة إلى الإسلام لأن الدعوة إلى الإسلام ليست بالكلام فقط، قد يكون بحسن العشرة وبالكلمة الطيبة وهذا نوع من تقديم الإسلام في صورة عملية، لا بأس من هذا ولا مانع منه ماداموا مسالمين في المسلمين ورأيهم حسن في المسلمين.ـــــــتاريخ الحلقة : 5/12/1999 | |
|
mohamed maarouf مرشحة للاشراف
عدد المساهمات : 70 تاريخ التسجيل : 08/09/2010 العمر : 30 الموقع : mohamed maarouf عادي
| موضوع: رد: استقبال شهر رمضان السبت 13 يوليو - 17:40 | |
| | |
|
أميرة المنتدى مشرفة نشيطة
رسالة sms : ان تضيئ شمعة صغيرة خير من ان تنفق عمرك تلعنن الظلام
ليست السعادة في أن تعمل دائما ماتريد بل في أن تريد ما تعمله عدد المساهمات : 307 تاريخ التسجيل : 08/07/2011 العمر : 28 مجهول؟
| موضوع: رد: استقبال شهر رمضان الثلاثاء 16 يوليو - 12:53 | |
| | |
|
اسيل عبد الرحمان مشرفة نشيطة
رسالة sms : لآتأســـــــف عـــلى غــدر الــزمـــآان
لطآلمآ رقصت على جثث الأسود كلاب
لآتحسب برقصــهآتعلو عــلى أسيادها
تبقى الأسود أســود والكلآب كــــلآب عدد المساهمات : 354 تاريخ التسجيل : 30/06/2011 العمر : 34 كوووووووووووووووول على طووووووووول
| موضوع: رد: استقبال شهر رمضان الثلاثاء 16 يوليو - 12:59 | |
| | |
|